بسم الله الرحمن الرحيم
لا
زالت قصة انتقال جون أوبي ميكيل إلى تشيلسي واحدة من أغرب قصص الانتقالات
في الألفية الحديثة، خاصة وإن كان اللاعب قد وقع لمانشستر يونايتد قبل ذلك.
كيف
تم الأمر؟ الكثير من الحكايات نسجت حول الواقعة، سواء كانت ساخرة أو
واقعية القصة بتفاصيلها لم تسمع كاملة قط، والآن اللاعب النيجري خرج عن
صمته وحكى تفاصيلها.
أجرت
صحيفة "صن" البريطانية حوارا مطولا مع ميكيل حكى من خلاله القصة الكاملة
لانتقاله إلى تشيلسي بعد توقيعه على عقود مانشستر يونايتد وارتدائه قميص
النادي.
ميكيل
كان في الـ15 من عمره أثناء بداية قصص الانتقالات الكثيرة حوله، خاصة بعد
تألقه في كأس العالم للشباب عام 2005 وحصوله على الكرة الفضية، بجانب حصوله
على جائزة أفضل لاعب إفريقي شاب في 2005 و2006.
المعركة
كانت على أشدها بين جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي من جهة، وسير أليكس فيرجسون
مدرب مانشستر يونايتد من جهة أخرى لاستقطاب نجم نيجيريا الشاب.
هكذا بدأت القصة..
الفصل الأول.. إعجاب فيرجسون
"إنها قصة سريالية، كنت في المدرسة لكن هناك تشيلسي ومانشستر يونايتد اثنين من أكبر الأندية في العالم يحاولان ضمي".
"لن أنسى لقائي الثاني مع سير أليكس فيرجسون مدرب يونايتد، وقعت العقد مع الفريق، لكنني قلت له آسف إنني أرغب في اللعب لتشيلسي".
"فيرجسون أعجب بي كثيرا ورأيت كم كان محبطا وغاضبا".
"بعض الأشياء التي قالها لي جعلتني أغير رأيي، لكنني كنت أفكر في جوزيه مورينيو كذلك".
"كان لدي اثنين من أفضل المدربين يحاولان ضمي، ولم أعلم ما سأفعله".
"قال لي فيرجسون، لماذا قد ترفض مانشستر يونايتد؟ إنه أكبر فريق في العالم لا يمكنك أن تفعل ذلك يجب أن توافق".
"كلاعب كرة، عليك أن تتخذ القرارات الصحيحة التي تحيا بها لبقية حياتك".
"تدربت مع الفريق الأول ليونايتد وروي كين كان مثل حارسي الشخصي".
"بول سكولز ونيكي بات حاولا أن يركلاني لكنهما لم يتمكنا من فعل ذلك أثناء وجود روي لأنه كان ليقتلهما إن مساني بسوء".
"سير أليكس اعتاد أن يطلق علي اسم أوبي وان مثل سلسلة أفلام حرب النجوم".
"طلبني ذات مرة إلى مكتبه وقال لي، أوبي وان هل تعلم ما أخبرني به كين وسكولز وبقية أعضاء الفريق الول؟ قالو إننا يجب أن نوقع معك".
"لم أصدق الأمر، كنت مجرد فتى من إفريقيا يتدرب مع بعض من أفضل اللاعبين في العالم".
"كان
لدي وكلاء يعدونني بكل شيء، أحدهم جاء لي في فندق مع حقيبة ممتلئة
بالأموال، لا يمكنني تذكر اسم النادي الذي قال إنه يمثله، لكنني أتذكر
الحقيبة، كانت ممتلئة بما يقرب من 70 ألف دولار وعرضها علي لكي أوقع على
بعض العقود قبل أن يقول لي وقع هنا وستحصل على المزيد".
"أغراني
كثيرا بهذه الكمية من الأموال، لم أر في حياتي هذا القدر من المال، لكنني
أخبرت سكرتير الاتحاد النيجيري لكرة القدم والذي كان يعتني بي".
"طلب
مني السكرتير أن أتجاهل هذا الوكيل ووعدني بالانضمام إلى أفضل فريق، بعد
البطولة ذهبت إلى منزلي لعائلتي وبعد ذلك قابلت السكرتير مرة أخرى".
"في ذلك الوقت أخبرني أنني سأنضم إلى يونايتد، وأنهم يرغب في أن أسافر له غدا".
"والدي كان سعيدا للغاية لكن والدتي كانت تبكي لأنني سأسافر في سن صغيرة للغاية".
خضع
ميكيل لفترة معايشة لمدة شهر مع يونايتد، وسافر إلى مدينة مانشستر برفقة
إسحق بروميس مهاجم وقائد منتخب نيجيريا للشباب في ذلك الوقت.
وبعد فترة الشهر عاد ميكيل إلى نيجيريا قبل أن يعود مجددا لقضاء فترة أخرى لمدة 3 أسابيع.
الفصل الثاني.. من هنا تبدل الحال
"سير أليكس كان معجبا بي جدا، وجعلني أشعر براحة كبيرة وشجعني كل يوم".
"كان
يتحدث معي في مكتبه بعد التدريبات ويشير إلى اللاعبين في سياراتهم ويقول
لي، اعمل بقوة وستقود واحدة من تلك السيارات في العام المقبل، ستلعب لهذا
النادي وستكون غنيا".
"لم أعلم ما يجب قوله، كانت لازلت في المدرسة ولم يكن لدي وكيل حتى".
"ذهبت إلى المنزل مرة أخرى واعتاد سير أليكس أن يتصل بي في هاتف قرب الفندق أو المنزل حينما كان يرغب في الحديث إلي".
مانشستر
يونايتد أراد من جون أوبي ميكيل أن يعود مرة أخرى إلى التدريبات لكن هذه
المرة وحده، طلب المراهق النيجري في ذلك الوقت من فيرجسون أن يتحدث شخصيا
إلى بروميس ثم يتصل به مرة أخرى ليؤكد عليه الأمر. لكن ذلك لم يحدث قط.
مكالمة وحيدة أتت لميكيل في تلك الفترة كانت من وكيل اللاعبين جون شيتو الذي قال له إن تشيلسي يريد ضمه.
الفصل الثالث.. ظهر تشيلسي وتغير كل شيء
"لم
أسمع شيئا من يونايتد لذا وافقت على الرحيل إلى لندن، كنت أتدرب مع فريق
تشيلسي الأول وبعد ذلك أرسلونا إلى أياكس كيب تاون في جنوب إفريقيا".
في
تلك الفترة وقع ميكيل مع شيتو كوكيله وبعد 7 أشهر، رحل اللاعب إلى فريق
لين أوسلو النرويجي والذي كان يدربه في تلك الفترة هينينج بيرج لاعب
مانشستر يونايتد السابق.
وعند
بلوغه سن الـ18 عاما وقع ميكيل على عقد محترف مع ناديه النرويجي لكن بعد
لعب عدد كبير من المباريات سافر فيرجسون إليه للحديث معه.
"الوضع كله كان محيرا، اعتقدت أنني مع تشيلسي لكن يونايتد أخبرني أنه يتطلع للتوقيع معي وسير أليكس فيرجسون زارني".
"قال لي، نرغب في ضمك، لا نريد أن نسخرك مرة أخرى".
"قبل
أن أعرف أي شيء، تم إرسال عقد إلى لين أوسلو النادي الذي كنت معه، يونايتد
عرض علي مبلغ 1.5 مليون جنيه إسترليني كراتب سنوي لـ3 أعوام، تحدثت مع
والدي وأخبرني أنني يجب أن أوافق".
وقع
ميكيل على عقد مع مانشستر يونايتد وتم تنظيم مؤتمر صحفي في 2005 وتصوير
اللاعب بقميص يونايتد تلك الصور الشهيرة التي انتشرت في ذلك الوقت ومن علم
بالأمر؟
"تشيلسي رأى الأمر على التلفاز وجن جنونه، بعد ذلك اكتشفت أنه كان هناك اتفاقا بينه وبين لين أوسلو بعدم بيعي لأي نادي أخر".
"بعد ذلك جون شيتو وكيلي سافر إلى أوسلو للحديث معي، أصدقائي كانوا يتصلون بي واعتقدت بعد ذلك أنه يتم التلاعب بي".
"طرنا إلى لندن بعد ذلك، وأتذكر التفكير في أنني وقت ليونايتد لكنني سأسافر إلى تشيلسي".
الفصل الرابع.. خطف جون أوبي ميكيل
تلك
الأخبار انتشرت بشدة في التلفاز النرويجي :"تم اختطاف جون أوبي ميكيل".
وكان عليه في المقابل أن يقنع صديقته التي كانت تبكي أنه لم يختطف، وبعد
عام طويل للغاية نشبت معركة قوية بين تشيلسي ويونايتد.
"بقيت في المنزل الذي استأجره لي تشيلسي، لم أركل كرة لأي نادي لمدة عام".
لكن
في تلك الفترة شاكر مع منتخب نيجريا في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2006
التي أقيمت في مصر، ووصل النسور إلى نصف النهائي. وعاد إلى إنجلترا وتم
دعوته لاجتماع مع دايف ريتشاردز رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز.
"سير دايف ريتشاردز رئيس رابطة الدوري الإنجليزي عرض علي مساعدتي، أخبرني أن الأمر تحول لعداوة بين ناديين كبار".
"أخبرته أنني أرغب في تمثيل تشيلسي وقلت له إنه يجب أن يساعدني على حل الأزمة، بعد ذلك دخلت اجتماعا سريا مع مورينيو في منزله".
"رومان أبراموفيتش نظم 6 سيارات لكي أصل إلى مقر الاجتماع، الأمر كان أشبه بعملية عسكرية".
"بدأت في سيارة، بعد ذلك السائقون كانوا يتحدثون إلى بعضهم البعض وفجأة يتم نقلي لسيارة أخرى".
"فور
وصولي أخبرني جوزيه مورينيو، أبراموفيتش يريدك حقا سأشركك في المباريات
وأحقق لك ما تصبو إليه، ساعدني ذلك كثيرا خاصة بعد ترددي وتفكيري حول إذا
ما كنت اتخذت القرار الصحيح أم لا".
تم حل الأزمة أخيرا ودفع تشيلسي مبلغ 4 ملايين جنيه إسترليني إلى لين أوسلو ثم 12 مليون جنيه إسترليني كتعويض إلى يونايتد.
لكن
بعد ذلك كان هناك اجتماعا أخيرا بين ميكيل وفيرجسون بعد 7 أيام من حديثه
مع مورينيو، وكان برشلونة يحاول أن يخطفه أيضا قبل أن ينضم رسميا إلى
تشيلسي.
الفصل الأخير.. اجتماع ونبوءة لم تحدث أبدا
"فيرجسون قال لي إن كانت الأموال هي السبب فسأمنحك ما تريد".
"لكن
لم يكن الأمر قط حول المال، كان هناك برشلونة ينتظر لمعرفة إذا ما كان
وضعي قانونيا أم لا لكنني كنت ملتزما بالتوقيع والانضمام إلى تشيلسي".
"لم أسمع شيئا من يونايتد بعد فترة المعايشة، لكن تشيلسي بحث عني واعتنى بي وعائلتي لذا كان يجب أن أنتمى وأشعر بالولاء له".
"سير
أليكس صافح يدي في زيارة واحدة لأولد ترافورد، أتذكر ما قاله لي حينما سئل
حول إذا ما كان شعر بخسارته لخدماتي، لازال أوبي ميكيل سيلعب تحت قيادتي
يوما ما".
لكنه
لم يلعب يوما تحت إمرة سير أليكس فيرجسون، وقضى مسيرته الاحترافية في
إنجلترا لاعبا لتشيلسي منذ صيف 2006 وحتى شتاء 2017، قبل أن يرحل مجانا إلى
تيانجين تيدا الصيني.
ميكيل
حقق مع تشيلسي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين وكأس الاتحاد 4 مرات
وكأس الرابطة مرتين والدرع الخيرية مرة ودوري أبطال أوروبا والدوري
الأوروبي مرة.
تعليقات
إرسال تعليق